حي القيمرية


.


إذا كانت مدينة "دمشق" هي أقدم عواصم العالم، فإن حّي "القيمرية" هو قلبها، وأزقته الضيقة هي شرايينه الأصيلة التي مازالت تنبض بالحياة.
التقى المختار "عبد الرزاق الطويل"؛(أبو علي) بتاريخ 1/10/2009 في رحلة بحثنا عن سيرة حياة "القيميرية"؛ الحي الذي تحوّل إلى أحد المقاصد الرئيسية للسياح، ولمَن يريد الاستمتاع بسحر "دمشق" القديمة، والاسترخاء في رحاب بيوتها المشرّعة أمام الزوار على مدار اليوم.
في البداية حدّثنا (أبو علي) عن أصل تسمية هذا الحي، وحدوده التاريخية قائلاً: «يعود اسم "القيمرية" إلى رجل عاش في زمن الفتوحات الإسلامية، وكان يدعى الشيخ "قيمر"، ويقطن في هذا الحّي اليوم حوالي \27000\ نسمة، وهو من أكبر أحياء المدينة العتيقة، يحده من الشرق حي "باب توما"، ومن الغرب الجامع "الأموي" بدءاً من منطقة "النوفرة" حيث يقع أشهر مقاهي "دمشق" التاريخية، أما من الشمال فيحده حارة "الجورة"، ومن الجنوب شارع "مدحت باشا" بين الـ"كنيسة المريمية" و"سوق الخياطين"، وليس لحي "القيمرية" أي إطلالة على سور المدينةالقديمة فهو بالنسبة لها بمثابة القلب من الجسد».




وتضم "القيمرية" عشر حارات أساسية تعود إليها قيود أهل الحي على سجلات الأحوال المدنية لــ "دمشق"، ويقول (أبو علي) أن عدداً من هذه الحارات يحمل أسماء العائلات العريقة التي سكنتها فعرفت بها، كــ "المتولي"، و"الشهبندر"؛ «نسبة إلى د. "عبد الرحمن   الشهبندر" زعيم الكتلة الوطنية في عهد الاستقلال»، و" أبو بكر"..وهناك أيضاً حارة "النارنجة": «ويقال أن أصل تسميتها يعود إلى شجرة "نارنج" عتيقة، كان سكان الحّي والأحياء المجاورة يتبركّون بها وبثمارها».         و"سوق القاضي": «كنايةً عن حارة تقع على تلّةٍ صغيرة في جنوب "القيمرية"، وفيها سوق صغير ينتسب إلى أحد القضاة ممن  
 سكنوا الحي
أما الــ "شاويش بصملة": فيقال أنها «أخذت اسمها من أحد المسؤولين في العهد العثماني سكن في تلك الحارة، وكان برتبة شاويش».


وحارة "السيدة رابعة" أو "ستي رابعة": «تنتسب إلى السيدة "رابعة الشامية"، وهي من أولياء الله الصالحين عاشت في هذه الحارة 
ودفنت فيها، حيثما يزال مقامها يزار إلى الآن..


مقام السيدة رابعة الشامية

و"المنكلانة": «نسبةً إلى "عبد الله المنكلاني الشافعي" الذين عاش في هذه الحارة، ودفن 
فيها، وله مقام ومدرسة سميت باسمه؛

أما "قناية الحطب": فأخذت اسمها من «قناة مياه قديمة كانت تروي الحي، وجفّت 
منذ زمنٍ بعيد  
وآخر حارات "القيمرية" هي "النقاشات": «وهي عبارة عن زقاقٍ اشتهر بوجود
 نساءٍ كنّ يعملن بالوشم 
   
وحيثما اتجه الزائر لحي "القيمرية" يجد معالم أثريةً تشهد على الحضارات التي عاشت واستقرت في "دمشق"، كـباب 
"جيرون" أحد أبواب معبد "جوبيتر" العائد للحقبة الوثنية من العهد الروماني، ولاتزال هناك بعض الأعمدة والأقواس التاريخية التي ترسم حدود ذلك المعبد القديم، وعند حدود "القيمرية" الجنوبية تقع الـكنيسة "المريمية" إحدى أقدم كنائس الروم الأرثوذكس في العالم، وتنتشر في أزقة الحي المساجد والزوايا ومنها: الزاوية "السعدية" التي تفتح أبوابها في المناسبات الدينية فقط كـليلة الإسراء والمعراج .




















**********
******
****
**
*


مقام الأربعين واسطورة مغارة الدم


.

ربطت الروايات التاريخية عبر العصور بين مغارة الدم وقصة أول جريمة في التاريخ ألا وهي قصة مقتل هابيل على يد أخيه الأكبر قابيل و هم ولدا آدم عليه السلام , و لم يأت هذا الربط بعد الإسلام بل كان ملازماً للمغارة من عصور سابقة له , فقد كانت في السابق معبداً وثنياً ثم تحولت إلى كنيسة إلى أن دخل الإسلام دمشق فأصبح للمغارة مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين مرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من قصة ابني آدم عليه السلام. و مختصر الرواية قابيل و هابيل أرادا أن يقدما لربهما قرباناً ليتقربا منه , فتقبل الله تعالى من هابيل و لم يتقبل من قابيل الذي غاظه تقبل ربه من أخيه , و وسوس الشيطان له قتل أخيه و الخلاص منه ففعل ذلك ثم هام بجثة أخيه فترة من الزمن لا يعلم ما يفعل معها حتى أرسل له الله تعالى غرابين قتل أحدهما الآخر و دفنه فقام بدفن أخيه على نفس الشاكلة , هذه القصة كما وردت في كتاب الله (سورة المائدة 27- 31) .
أما الروايات التي ارتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان على سفح جبل قاسيون بدمشق , فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل على صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله على الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم , ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة و يقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل , و بكى الجبل حزناً على هابيل , و سار القاتل بجثة أخيه أياماً حتى أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن و قام بدفن أخيه على سفح جبل في منطقة الزبداني حيث كان , و قبره هناك معروف و يزار . و قيل أن نبياً أو أربعين نبياً لجؤوا إلى مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك و ما أن داهمهم الخطر في المغارة حتى شقَّ الله الجبل و يسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك و العنبر التي بقيت في الصخر . و قيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام جبريل عليه السلام بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط , و بقي أثر كفه في سقف المغارة.


أصل التسمية قيل أن سبب تسمية المغارة بهذا الاسم مغارة الدم هو أن الله سبحانه وتعالى أبقى أثر الدم في الصخر ليكون عبرة للعالمين , ويسمى المكان أيضاً مقام الأربعين أو مغارة الأربعين وقيل أن سبب التسمية هو أن يحيى بن زكريا أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً , وأن الحواريين الذين أتوها مع عيسى عليه السلام كانوا أربعين , وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث هناك أربعون محراباً.


وصف المكان 
أعلى المغارة على سفح الجبل يوجد بقعة من الصخر يختلف لون حجارتها عن باقي حجارة الجبل وهي تقريباً بلون وردي قيل أنها أثار دم هابيل . أما داخل المغارة فيوجد فم الجبل الذي فُتح من هول الحادثة ( كما قيل ) وقد مُثلت فيه تفاصيل الفم بدقة من حيث وجود اللسان والأضراس , وفي المغارة أيضاً قطعة صخر يقال أنها جزء من الحجر الذي استعمله القاتل في جريمته وعليها أثار الدم . وفي داخل المغارة أيضاً يوجد محرابان أحدهما لإبراهيم عليه السلام والآخر لالخضر عليه السلام. ومن سقف المغارة تزل قطرات من الماء بشكل مستمر – يقال أنها دمع الجبل على مقتل هابيل – وتتجمع القطرات – وهي ناتجة عن المياه الجوفية – في جرنين صغيرين موضوعين تحتهما , وإلى جانبها في سقف المغارة يوجد أثار كف يقال أنها أثار كف جبريل عليه السلام وقد بقيت في الجبل بعد أن منعه من السقوط , وليس بعيداً منها يتشكل في السقف لفظ الجلالة كلمة الله . وفي صدر مغارة الدم شقُّ صخري تفوح منه روائح المسك والعنبر وهو الشق الذي أحدثه الله تعالى لييسّر خروج الأنبياء منه كما يقال. أنشئ على المغارة مسجد صغير الحجم منذ ما يزيد ستة قرون وأعيد تجديده وترميمه عدة مرات كما ورد في اللوحات التي تؤرخ ذلك وموجودة ضمن حرم المسجد, وإلى جانب المبنى خزان قديم للماء يملأ تلقائياً عند هطول الأمطار. الطريق إلى مغارة الدم وعر يتخلله بقايا درج أنشئ في عهود سابقة ويستغرق تقريباً ساعة من الزمن صعوداً ابتداءً من جامع الشيخ عبد الغني النابلسي بمنطقة ركن الدين بدمشق . يقال أن الدعاء في مغارة الدم مستجاب وقيل أن المغارة صلى فيها إبراهيم و موسى و عيسى و لوط و أيوب عليهم السلام, وقد أورد المؤرخون الكثير من القصص حول استجابة الدعاء في المغارة ومنزلتها المباركة, وقد أوردت المصادر التاريخية أن الكثير من العلماء دفنوا في محيطها. يحرص أهالي تلك المناطق القريبة على زيارة هذا المقام كل يوم جمعة, ويضاف إليهم الزوار الذين يأتون للمقام من دول أخرى ومناطق بعيدة إضافة لمراسلي محطات التلفزة أحياناً. وزوار المكان على أنواع, فمنهم من يأتي للدعاء ومنهم من يأتي بقصد التبارك بالمكان, وآخرون يأتون بقصد الاستشفاء بالماء المبارك الذي هو دمع الجبل, ولكل مطلبه وغرضه.



وصف مغارة الدم / مقام الأربعين في الروايات التاريخية
 (أورد هنا ما ذكره بعض الرحالة ممن زاروا دمشق في القرون الماضية وذكروا مشاهدتهم لمغارة الدم). 
أبو حامد الغرناطي يصف المكان في زيارته لدمشق عام 1160م تقريبا ً فيقول : ( ولما دخلت دمشق رأيت عند باب يعرف بباب الفراديس جبلاً مشرفاً عالياً , وعليه آثار دم هابيل بن آدم عليه السلام ظاهراً , وهو دم كثير لا يخفى على من يراه أنه دم ). 

ابن جبير الأندلسي حوالي عام 1183م ( و بجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب , على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك , مغارة تعرف بمغارة الدم , لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم , صلى الله عليه وسلم , يتصل من نحو نصفا الجبل إلى المغارة , و قد أبقى الله منه في الجبال آثاراً حمراً في الحجارة تحك فتستحيل , و هي كالطريق في الجبل , و تنقطع عند المغارة , و ليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها , فكان يقال : إنها لون حجارة الجبل , و إنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل أخيه حيث قتله حتى انتهى إلى المغارة , و هي من آيات الله تعالى , و عليها مسجد قد أتقن بناؤه , و تصعد إليه على أدراج ). 

الرحالة ابن بطوطة المغربي خلال زيارته لدمشق عام 1324م ( مغارة الدم وفوقها بالجبل دم هابيل ابن آدم عليه السلام , و قد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً , و هو الموضع الذي قتله أخوه به و اجتره إلى المغارة و عليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج ). ابن طولون المتوفى عام 1532 م ( و أما مغارة الدم التي في أعلى الجبل فتشمل على مكان لطيف شريف , عليه الهيبة و الوقار , و الدعاء عنده مستجاب و تسمى الآن بمغارة الأربعين ) . 

* من موقع سوريات 


ثم جاء فضلية الشيخ فتحي صافي - طيب الله ثراه - ليحدثنا عن هذا المكان بإسهاب و بأسلوب شيق وفكه ! حيث أنه عمل كخادم لهذا المكان ولفترة لا بأس بها .


كما يمكنكم تحميل كتاب / مقام الأربعين وأسطورة مغارة الدم / بصيغة PDF  من هذا الرابط : 


كما يمكنكم مشاهدت مقام الأربعين من القمر الصناعي على الرابط :


**********
******
**
*

حيّ عين الكرش


.


خارج سور دمشق 

 " يقع الحي الدمشقي "عين الكرش" الذي يتميز ببيوته القديمة 
إضافةً  
.إلى المنشآت السياحية المميزة، واتصاله بأحياء لها طابعها الدمشقي الأصيل

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 أيلول 2014، السيد "حسن رمضان" من سكان حي "عين الكرش" القدامى، الذي تحدث عن موقع الحي بالقول: «حي "عين الكرش" من الأحياء الدمشقية القديمة الواقعة خارج السور، حيث تقدر مساحته بـ2كم مربع، وقد اكتسب الحي اسمه من وجود عين ماء صغيرة خلف معهد الباسل حالياً وكان الدخول إليها بقرش "سوري"، وأصبح اللفظ المتدوال "عين الكرش"، ويتصل الحي بعدد من الشوارع الرئيسية المهمة؛ فمن الشمال يحده "شارع بغداد" في تداخل مميز ما بين البيوت القديمة والحديثة، كما يتشابك من الجنوب بحي "ساروجة" وهو من الأحياء الدمشقية التي تحولت أغلب بيوته إلى مطاعم على الطراز الدمشقي، ومن الجهة الغربية يوجد "شارع 29 أيار" ومن المنطقة الشرقية "شارع الثورة"، وتعد هذه الشوارع الثلاثة رئيسية ترتبط بمركز المدينة مباشرة، وجميعها تقع خارج السور الدمشقي، وتتميز بموقعها المهم وقربها من مركز المدينة، حافظ حي "عين الكرش" على نسيجه العمراني إلى حد ما، فالمباني الحجرية فيها تعود إلى فترة الانتداب الفرنسي، فقد كانت المنطقة عبارة عن بساتين، وتشتهر بزراعة الورد الشامي الجوري المشهور عالمياً ذي الرائحة الفواحة»..


صورة لحيّ عين الكرش من القمر الصناعي 


معهد الباسل / اللاييك 



عين الكرش 

ويتابع: «يمر من منتصف "عين الكرش" شارعان من الشمال إلى الجنوب في نصفها 

الأول، وأربعة شوارع على مسافات متساوية وعرض كل منها (10م)، وتحدد أسماء 

هذه الشوارع بالجادات، الجادة الأولى "كرجية حداد" وهذه التسمية جاءت لسيدة من 

مدينة "حمص" مغتربة لها العديد من التبرعات في المنطقة، والجادة الثانية "سعيد 

قهوجي" وهو من شهداء مجزرة على زمن العدوان الفرنسي عام 1945، والجادة 

الثالثة تسمى "الزرقاء" متعارف عليها بالتواتر الشفهي، الجادة الرابعة "أبي زر 

الغفاري" وهو صحابي، وهذه الشوارع كلها تنتهي عند "شارع بغداد"، ومن الشوارع

 الموجودة أيضاً، "شارع فتحي الأتاسي"؛ وتعود تسميته إلى ضابط خاض معركة 

مستعمرة كعوش عام 1945، وشارع جامع "الورد" الذي أنشأه في العهد المملوكي 

الأمير "برسباي الناصري" عام 830م».



وعن المباني في الحي يضيف "الرمضان": «بدأت المباني السكنية فيها عام 1936، 

وأول من وضع حجر في هذه المنطقة هم "آل عرنوس"، وأقدم بناء هو بناء 

"الساطي"، 

وهو حالياً مدرسة "المنفلوطي" الابتدائية الوحيدة في المنطقة، وتتواجد فيه مبانٍ 

حكومية، مصارف خاصة، ومستشفى واحد هو مستشفى العيون الطبي، وجمعية "عين 

الكرش" الخيرية التي تقدم المساعدات لفقراء الحي منذ زمن طويل، ومسجدان هما 

مسجد الورد الصغير، وتعود تسميته إلى صغر حجمه، ومسجد "المرادي" الذي قام 

ببنائه "محمد مراد المرادي"1808م، الذي كان يقطن الحي، وهو حالياً يضم مدافن 

العائلة التي كانت تعمل بتربية الأغنام قبل التطور العمراني، ومن أقدم المنازل 

الموجودة في المنطقة، منزل "الأبش"؛ وهو نادي "العمال" حالياً، ولا يزال الحي 

محافظاً على عاداته وتقاليده؛ ففي شهر "رجب" خصوصاً يتم فيه تبادل الزيارات، 

وتقدم الحلويات الدمشقية كـ"البرازق والغريبة" كترحيب بقدوم الشهر الفضيل، وفيه 

نتبادل سكب الأكلات الدمشقية كـ"فتة المكدوس، المحاشي" وغيرها، ونجتمع في بيت 

العائلة الكبير لصنع "معمول العيد" الذي له نكهته الخاصة لدينا».


مسجد المرادي 

كما التقينا مختار "عين الكرش" "هيثم الفحل"؛ الذي حدثنا قائلاً: «تقوم لجنة الحي بعدة تحسينات، كتأمين مادة الخبز بوضع كشك، حيث لا يوجد أي فرن بالمنطقة وأقرب فرن إليها فرن "العمارة"، ووضع صنابير مياه للشرب، والمنطقة مخدمة كمعظم المناطق بالكهرباء وشبكات الماء والهاتف،
ويعد الحي من الأحياء السياحية حيث يحوي العديد من الفنادق، كفندقي "الماجد، والفرسان"، كما يتم في الحي تصوير العديد من المسلسلات التلفزيونية، ويعود السبب في اختياره لطبيعة بيوته الدمشقية الغنية بالزخارف، والتراث الدمشقي العريق الذي يصلح لمسلسلات البيئة الشامية، وكذلك لهدوئها الرائع. ومن أهم العائلات التي عاشت في هذه المنطقة ومازالت: "الدركزلي، العطار، رمضان، البحري، والمصري"».


أحد بيوت عين الكرش 

من نهري "يزيد" و"تورا" تكونت نبعة صغيرة، كانت الملاذ الصيفي لمعظم سكان "دمشق"، يقيمون حولها "السيران الشامي" خاصة بعد "زودة" نيسان، يستمتعون بالطبيعة التي جعلتها النبع الأجمل.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 كانون الأول 2014، السيد "محمد فايز الشقللي" أحد قاطني حي "عين كرش" والبالغ من العمر 85 سنة؛ الذي تحدث عن نبع الحي الذي لم يعد موجوداً اليوم، ويقول: «منطقة "عين الكرش" عبارة عن بساتين وفي أحدها كان يوجد نبع ماء مستقل، اكتسب مياهه من نهري "يزيد" و"تورا"؛ وهما من روافد نهر "بردى"، حيث إن نهر "يزيد" ينفصل عن "بردى" شمالاً ويعود هذا النهر إلى العهد الروماني، أما نهر "تورا" فهو يأخذ حوالي نصف مياه نهر "بردى" وهو يعود إلى العهد الآرامي، والنهران يتجهان نحو الشمال الشرقي مروراً بحي "الصالحية"
منهما عدة قنوات، وكان النبع يجف عندما تقل مياه النهرين في شهري أيلول وتشرين الأول، وتعود رقراقة باردة عند ذوبان الثلوج وعودة المياه للنهرين؛ أي ما يسمى بـ"الزودة" في شهر نيسان».

ويضيف: «كانت مساحة النبع تتراوح بين مترين طولاً ومترين عرضاً، وتقع شرق 

ساحة "السبع بحرات" أي خلف معهد "الباسل" حالياً، وكان صاحب البستان الموجود 

فيه يدعى "أبو أحمد"، كان يأخذ قرشاً سورياً من أي عائلة تود الدخول والجلوس  

بجانبا لنبع، فأنا من الأشخاص الذين دخلوا إليه بقرش سوري لأنه النبع الوحيد في المنطقة».
كما التقينا السيدة "منيرة العطار" من أبناء الحي التي عادت بذاكرتها لتلك
مدرسة اللاييك مكان النبعة سابقاً
الأيام، وتقول: «كان هذا النبع مقصداً لمعظم سكان "دمشق" للاستمتاع بالجلوس بجانبه لكثرة الأشجار المحيطة به كالجوز والمشمش، ومنهم من يأتي سيراً على الأقدام لقرب منزله، ومنهم من يركب "الحنتور" لبعد المسافة ولعدم توافر السيارات، وكانت المنطقة تشتهر بتربية الأغنام لوجود النبع هناك».

وتضيف: «كنا نقوم بتحضيرات لقضاء يوم جميل قرب النبع، فكان والدي يقوم بجلب كل ما يلزم لتحضير الطبخات كـ"المجدرة" و"الستي زبقي" وتجهيزها في الطناجر، وتجهيز أيضاً اللحمة والبصل والبندورة لشوائها، وأخذ إبريق الشاي و"دولة" القهوة حيث لا غنى عنهما، والفواكه التي لها نكهة خاصة بجانب النبع، مع المدات والبسط والمخدات للجلوس عليها، وعند وصولنا نقوم بفردهم وتحضير الأحجار ووضع الحطب فوقهم وإشعال النار لشواء اللحم وغلي الشاي والقهوة، كانت أوقاتاً جميلة، ومع التطور العمراني الذي شهدته المنطقة غارت مياهه وجفت ولم يبقَ سوى اسم هذه النبع "عين الكرش"».
 ***"  منقول من موقعeSyria "  






















وتتحقق رؤية الراحل / فريد الأطرش !
*** ببساط الريح *** 
سنزور اليوم حيّ من أحياء دمشق هو 
*** عين الكرش ***
بواسطة بساط ريح الفنان الراحل / فريد الأطرش 
ويا مشتاق لأرض الشام
تبات سكران بلا أقداح .. بلا أقداح 



**********
******
**
*





حي الشعلان


.


يقع "حي الشعلان" غربي جادة الصالحية، وتعود التسمية- حسب كتب التاريخ- إلى آل الشعلان "أمراء الدوّلة العشيرة العنيزية"، التي ذاع صيتها بقوة البأس والكرم، وتخلّد ذكرها في روايات حروب البادية وغزواتها، اشترى الشيخ نوري الشعلان رئيس عشيرة الدوّلة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي "دار ياسين باشا الهاشمي" رئيس الوزراء العراقي السابق الكائنة في هذا الحي بدمشق، ومنذ ذلك الحين بنى مسجداً بجوار منزله، واتخذ المسجد والحي الشهير تسميتهما من اسم المالك الذي فتح منزله مضافة بجوار المسجد.
الفنان التشكيلي "عاصم زكريا"حدثنا عن منطقة الشعلان كما صورتها ريشته ليقول: «عرف موضعها في العهد العثماني بمنطقة (طاحون الوز)، ليعرف المكان بزقاق الوز، وكان إلى الشمال منها محلة الشهداء، وكانت المنطقة منطقة خضراء خارج سور دمشق، تتناثر فيها بيوت ذات طابع دمشقي مع أسوار مبنية من الطين والتبن».
وفي لقاء مع المهندس "خليل الفرا" أحد أشهر معماريي دمشق بعيد الاستقلال، تبين بأن حي الشعلان نشأ بعد الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق، إذ دعت الضرورة إلى سكن الفرنسيين في حي واحد، فقد سكنته الجالية الفرنسية والإيطالية والميسورون من المواطنين، وبين سنتي 1920-1930م قسمت المنطقة بشكل عرضي لتقوم عليها أبنية حديثة متراصة انعدمت بينها الوجائب بسبب ضابطة بناء معينة.



وبالحديث مع المهندس "عبد الفتاح أياسو" مدير التنظيم والتخطيط والتنمية العمرانية في محافظة دمشق أضاف: «حدود منطقة الشعلان تمتد من زاوية معهد الفرنسيسكان- دار السلام- وتنتهي مع بداية حي السبكي، الذي يبدأ بحديقة السبكي الفسيحة، المتنفس الطبيعي للحيين، وتوازي جادة الحمراء وجادة عرنوس».
تميزت أبنية في حي الشعلان بطابعها الأوروبي، وبواجهات من الحجر الكلسي الأبيض، وأسقف داخلية عالية، تزيد على أربعة أمتار، وأبواب خارجية كبيرة، كانت خشبية في البداية، لتتحول إلى أبواب حديدية، وقد حلت الأبجورات الخشبية الحديثة محل الخصوص الخشبية التي غطت نوافذ البيت الدمشقي التقليدي، وربما استورد الفرنسيون آلات نجارة حديثة لصنع الأبجورات التي انتشر استعمالها في مجمل الأبنية الحديثة فيما بعد، وعلى الرغم من انتشار الأبنية الإسمنتية إلا أن منطقة الشعلان لم تخلُ من وجود بيوت دمشقية تقليدية نموذجية، إلا أن التوسع المعماري استطاع أن يقضي عليها وعلى المساحة الخضراء الموجودة سابقاً، والتي كانت ترويها أقنية متفرعة من فرع نهر تورا أحد فروع نهر بردى.
من أهم الأبنية القديمة التي مازالت قائمة حتى اليوم معهد الفرنسيسكان، وكنيسة الآباء الفرنسيسكان، بناء الإسعاف الخيري، بناء "وزارة الصحة"، ومضافة وجامع الشعلان الذي تم إنشاؤه بين عامي 1926-1927م، ومسجد الشنواني يقع إلى الغرب من شارع الحمرا، شرقي مسجد الشعلان، شيده سعيد الشنواني ودفن فيه عند وفاته عام 1933م.
أدى التوسع العمراني إلى توسع جادة الشعلان لتظهر كما يقول المهندس الفرا: «جادات الحبوبي الأول، والحبوبي الثاني، والثالث، في منطقة كانت تسمى بستان الحبوبي».

* منقول 


حي الشعلان من القمر الصناعي 



صورة قديمة للشعلان 


حي الشعلان بالسبعينيات من القرن العشرين 


 الفرنسيسكان 



وزارة الصحة 



جامع نوري الشعلان 


جامع الشعلان 


جامع الشنواني


جامع الشنواني





مدرسة دار السلام ( الفرنسيسكان - سابقاً   



جدران دار السلام 


الشعلان 


سوق الخضرة - سوق التنابل 


سوق الخضرة والفواكه 


سوق الخضرة والفواكه 


سوق الشعلان 


سوق التنابل 


خضرة وفواكه الشعلان 



حي الشعلان - من اليوتيوب 




لماذا سمي حي الشعلان بهذا الاسم ؟



سوق التنابل 




الشعلان 13/2/2013

**********
******
****
**
*