ربطت الروايات التاريخية عبر العصور بين مغارة الدم وقصة أول جريمة في التاريخ ألا وهي قصة مقتل هابيل على يد أخيه الأكبر قابيل و هم ولدا آدم عليه السلام , و لم يأت هذا الربط بعد الإسلام بل كان ملازماً للمغارة من عصور سابقة له , فقد كانت في السابق معبداً وثنياً ثم تحولت إلى كنيسة إلى أن دخل الإسلام دمشق فأصبح للمغارة مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين مرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من قصة ابني آدم عليه السلام. و مختصر الرواية قابيل و هابيل أرادا أن يقدما لربهما قرباناً ليتقربا منه , فتقبل الله تعالى من هابيل و لم يتقبل من قابيل الذي غاظه تقبل ربه من أخيه , و وسوس الشيطان له قتل أخيه و الخلاص منه ففعل ذلك ثم هام بجثة أخيه فترة من الزمن لا يعلم ما يفعل معها حتى أرسل له الله تعالى غرابين قتل أحدهما الآخر و دفنه فقام بدفن أخيه على نفس الشاكلة , هذه القصة كما وردت في كتاب الله (سورة المائدة 27- 31) .
أما الروايات التي ارتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان على سفح جبل قاسيون بدمشق , فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل على صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله على الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم , ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة و يقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل , و بكى الجبل حزناً على هابيل , و سار القاتل بجثة أخيه أياماً حتى أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن و قام بدفن أخيه على سفح جبل في منطقة الزبداني حيث كان , و قبره هناك معروف و يزار . و قيل أن نبياً أو أربعين نبياً لجؤوا إلى مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك و ما أن داهمهم الخطر في المغارة حتى شقَّ الله الجبل و يسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك و العنبر التي بقيت في الصخر . و قيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام جبريل عليه السلام بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط , و بقي أثر كفه في سقف المغارة.
أما الروايات التي ارتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان على سفح جبل قاسيون بدمشق , فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل على صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله على الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم , ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة و يقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل , و بكى الجبل حزناً على هابيل , و سار القاتل بجثة أخيه أياماً حتى أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن و قام بدفن أخيه على سفح جبل في منطقة الزبداني حيث كان , و قبره هناك معروف و يزار . و قيل أن نبياً أو أربعين نبياً لجؤوا إلى مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك و ما أن داهمهم الخطر في المغارة حتى شقَّ الله الجبل و يسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك و العنبر التي بقيت في الصخر . و قيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام جبريل عليه السلام بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط , و بقي أثر كفه في سقف المغارة.
أصل التسمية قيل أن سبب تسمية المغارة بهذا الاسم مغارة الدم هو أن الله سبحانه وتعالى أبقى أثر الدم في الصخر ليكون عبرة للعالمين , ويسمى المكان أيضاً مقام الأربعين أو مغارة الأربعين وقيل أن سبب التسمية هو أن يحيى بن زكريا أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً , وأن الحواريين الذين أتوها مع عيسى عليه السلام كانوا أربعين , وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث هناك أربعون محراباً.
وصف المكان
أعلى المغارة على سفح الجبل يوجد بقعة من الصخر يختلف لون حجارتها عن باقي حجارة الجبل وهي تقريباً بلون وردي قيل أنها أثار دم هابيل . أما داخل المغارة فيوجد فم الجبل الذي فُتح من هول الحادثة ( كما قيل ) وقد مُثلت فيه تفاصيل الفم بدقة من حيث وجود اللسان والأضراس , وفي المغارة أيضاً قطعة صخر يقال أنها جزء من الحجر الذي استعمله القاتل في جريمته وعليها أثار الدم . وفي داخل المغارة أيضاً يوجد محرابان أحدهما لإبراهيم عليه السلام والآخر لالخضر عليه السلام. ومن سقف المغارة تزل قطرات من الماء بشكل مستمر – يقال أنها دمع الجبل على مقتل هابيل – وتتجمع القطرات – وهي ناتجة عن المياه الجوفية – في جرنين صغيرين موضوعين تحتهما , وإلى جانبها في سقف المغارة يوجد أثار كف يقال أنها أثار كف جبريل عليه السلام وقد بقيت في الجبل بعد أن منعه من السقوط , وليس بعيداً منها يتشكل في السقف لفظ الجلالة كلمة الله . وفي صدر مغارة الدم شقُّ صخري تفوح منه روائح المسك والعنبر وهو الشق الذي أحدثه الله تعالى لييسّر خروج الأنبياء منه كما يقال. أنشئ على المغارة مسجد صغير الحجم منذ ما يزيد ستة قرون وأعيد تجديده وترميمه عدة مرات كما ورد في اللوحات التي تؤرخ ذلك وموجودة ضمن حرم المسجد, وإلى جانب المبنى خزان قديم للماء يملأ تلقائياً عند هطول الأمطار. الطريق إلى مغارة الدم وعر يتخلله بقايا درج أنشئ في عهود سابقة ويستغرق تقريباً ساعة من الزمن صعوداً ابتداءً من جامع الشيخ عبد الغني النابلسي بمنطقة ركن الدين بدمشق . يقال أن الدعاء في مغارة الدم مستجاب وقيل أن المغارة صلى فيها إبراهيم و موسى و عيسى و لوط و أيوب عليهم السلام, وقد أورد المؤرخون الكثير من القصص حول استجابة الدعاء في المغارة ومنزلتها المباركة, وقد أوردت المصادر التاريخية أن الكثير من العلماء دفنوا في محيطها. يحرص أهالي تلك المناطق القريبة على زيارة هذا المقام كل يوم جمعة, ويضاف إليهم الزوار الذين يأتون للمقام من دول أخرى ومناطق بعيدة إضافة لمراسلي محطات التلفزة أحياناً. وزوار المكان على أنواع, فمنهم من يأتي للدعاء ومنهم من يأتي بقصد التبارك بالمكان, وآخرون يأتون بقصد الاستشفاء بالماء المبارك الذي هو دمع الجبل, ولكل مطلبه وغرضه.
وصف مغارة الدم / مقام الأربعين في الروايات التاريخية
(أورد هنا ما ذكره بعض الرحالة ممن زاروا دمشق في القرون الماضية وذكروا مشاهدتهم لمغارة الدم).
أبو حامد الغرناطي يصف المكان في زيارته لدمشق عام 1160م تقريبا ً فيقول : ( ولما دخلت دمشق رأيت عند باب يعرف بباب الفراديس جبلاً مشرفاً عالياً , وعليه آثار دم هابيل بن آدم عليه السلام ظاهراً , وهو دم كثير لا يخفى على من يراه أنه دم ).
ابن جبير الأندلسي حوالي عام 1183م ( و بجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب , على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك , مغارة تعرف بمغارة الدم , لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم , صلى الله عليه وسلم , يتصل من نحو نصفا الجبل إلى المغارة , و قد أبقى الله منه في الجبال آثاراً حمراً في الحجارة تحك فتستحيل , و هي كالطريق في الجبل , و تنقطع عند المغارة , و ليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها , فكان يقال : إنها لون حجارة الجبل , و إنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل أخيه حيث قتله حتى انتهى إلى المغارة , و هي من آيات الله تعالى , و عليها مسجد قد أتقن بناؤه , و تصعد إليه على أدراج ).
الرحالة ابن بطوطة المغربي خلال زيارته لدمشق عام 1324م ( مغارة الدم وفوقها بالجبل دم هابيل ابن آدم عليه السلام , و قد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً , و هو الموضع الذي قتله أخوه به و اجتره إلى المغارة و عليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج ). ابن طولون المتوفى عام 1532 م ( و أما مغارة الدم التي في أعلى الجبل فتشمل على مكان لطيف شريف , عليه الهيبة و الوقار , و الدعاء عنده مستجاب و تسمى الآن بمغارة الأربعين ) .
* من موقع سوريات
ثم جاء فضلية الشيخ فتحي صافي - طيب الله ثراه - ليحدثنا عن هذا المكان بإسهاب و بأسلوب شيق وفكه ! حيث أنه عمل كخادم لهذا المكان ولفترة لا بأس بها .
كما يمكنكم تحميل كتاب / مقام الأربعين وأسطورة مغارة الدم / بصيغة PDF من هذا الرابط :
كما يمكنكم مشاهدت مقام الأربعين من القمر الصناعي على الرابط :
**********
******
**
*