خارج سور دمشق
إضافةً
.إلى المنشآت السياحية المميزة، واتصاله بأحياء لها طابعها الدمشقي الأصيل
مدونة
وطن
"eSyria" التقت
بتاريخ 30 أيلول 2014، السيد "حسن رمضان" من سكان حي "عين الكرش"
القدامى، الذي تحدث عن موقع الحي بالقول: «حي "عين الكرش" من الأحياء الدمشقية
القديمة الواقعة خارج السور، حيث تقدر مساحته بـ2كم مربع، وقد اكتسب الحي اسمه من وجود
عين ماء صغيرة خلف معهد الباسل حالياً وكان الدخول إليها بقرش "سوري"، وأصبح
اللفظ المتدوال "عين الكرش"، ويتصل الحي بعدد من الشوارع الرئيسية المهمة؛
فمن الشمال يحده "شارع بغداد" في تداخل مميز ما بين البيوت القديمة والحديثة،
كما يتشابك من الجنوب بحي "ساروجة" وهو من الأحياء الدمشقية التي تحولت أغلب
بيوته إلى مطاعم على الطراز الدمشقي، ومن الجهة الغربية يوجد "شارع 29 أيار"
ومن المنطقة الشرقية "شارع الثورة"، وتعد هذه الشوارع الثلاثة رئيسية ترتبط
بمركز المدينة مباشرة، وجميعها تقع خارج السور الدمشقي، وتتميز بموقعها المهم وقربها
من مركز المدينة، حافظ حي "عين الكرش" على نسيجه العمراني إلى حد ما، فالمباني
الحجرية فيها تعود إلى فترة الانتداب الفرنسي، فقد كانت المنطقة عبارة عن بساتين، وتشتهر
بزراعة الورد الشامي الجوري المشهور عالمياً ذي الرائحة الفواحة»..
صورة لحيّ عين الكرش من القمر الصناعي
معهد الباسل / اللاييك
عين الكرش
ويتابع: «يمر من منتصف "عين الكرش" شارعان من الشمال إلى الجنوب في
نصفها
الأول، وأربعة شوارع على مسافات متساوية وعرض كل منها (10م)، وتحدد أسماء
هذه
الشوارع بالجادات، الجادة الأولى "كرجية حداد" وهذه التسمية جاءت لسيدة من
مدينة "حمص" مغتربة لها العديد من التبرعات في المنطقة، والجادة الثانية
"سعيد
قهوجي" وهو من شهداء مجزرة على زمن العدوان الفرنسي عام 1945، والجادة
الثالثة تسمى "الزرقاء" متعارف عليها بالتواتر الشفهي، الجادة الرابعة
"أبي زر
الغفاري" وهو صحابي، وهذه الشوارع كلها تنتهي عند "شارع بغداد"،
ومن الشوارع
الموجودة أيضاً، "شارع فتحي الأتاسي"؛ وتعود تسميته إلى ضابط
خاض معركة
مستعمرة كعوش عام 1945، وشارع جامع "الورد" الذي أنشأه في العهد
المملوكي
الأمير "برسباي الناصري" عام 830م».
وعن المباني في الحي يضيف "الرمضان": «بدأت المباني السكنية فيها
عام 1936،
وأول من وضع حجر في هذه المنطقة هم "آل عرنوس"، وأقدم بناء هو
بناء
"الساطي"،
وهو حالياً مدرسة "المنفلوطي" الابتدائية الوحيدة
في المنطقة، وتتواجد فيه مبانٍ
حكومية، مصارف خاصة، ومستشفى واحد هو مستشفى العيون
الطبي، وجمعية "عين
الكرش" الخيرية التي تقدم المساعدات لفقراء الحي منذ
زمن طويل، ومسجدان هما
مسجد الورد الصغير، وتعود تسميته إلى صغر حجمه، ومسجد
"المرادي" الذي قام
ببنائه "محمد مراد المرادي"1808م، الذي كان
يقطن الحي، وهو حالياً يضم مدافن
العائلة التي كانت تعمل بتربية الأغنام قبل التطور
العمراني، ومن أقدم المنازل
الموجودة في المنطقة، منزل "الأبش"؛ وهو نادي
"العمال" حالياً، ولا يزال الحي
محافظاً على عاداته وتقاليده؛ ففي شهر
"رجب" خصوصاً يتم فيه تبادل الزيارات،
وتقدم الحلويات الدمشقية كـ"البرازق
والغريبة" كترحيب بقدوم الشهر الفضيل، وفيه
نتبادل سكب الأكلات الدمشقية كـ"فتة المكدوس، المحاشي" وغيرها،
ونجتمع في بيت
العائلة الكبير لصنع "معمول العيد" الذي له نكهته الخاصة لدينا».
مسجد المرادي
كما التقينا
مختار "عين الكرش" "هيثم الفحل"؛ الذي حدثنا قائلاً: «تقوم لجنة
الحي بعدة تحسينات، كتأمين مادة الخبز بوضع كشك، حيث لا يوجد أي فرن بالمنطقة وأقرب
فرن إليها فرن "العمارة"، ووضع صنابير مياه للشرب، والمنطقة مخدمة كمعظم
المناطق بالكهرباء وشبكات الماء والهاتف،
ويعد
الحي من الأحياء السياحية حيث يحوي العديد من الفنادق، كفندقي "الماجد، والفرسان"،
كما يتم في الحي تصوير العديد من المسلسلات التلفزيونية، ويعود السبب في اختياره لطبيعة
بيوته الدمشقية الغنية بالزخارف، والتراث الدمشقي العريق الذي يصلح لمسلسلات البيئة
الشامية، وكذلك لهدوئها الرائع. ومن أهم العائلات التي عاشت في هذه المنطقة ومازالت:
"الدركزلي، العطار، رمضان، البحري، والمصري"».
أحد بيوت عين الكرش
من نهري
"يزيد" و"تورا" تكونت نبعة صغيرة، كانت الملاذ الصيفي لمعظم سكان
"دمشق"، يقيمون حولها "السيران الشامي" خاصة بعد "زودة"
نيسان، يستمتعون بالطبيعة التي جعلتها النبع الأجمل.
مدونة
وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 كانون
الأول 2014، السيد "محمد فايز الشقللي" أحد قاطني حي "عين كرش"
والبالغ من العمر 85 سنة؛ الذي تحدث عن نبع الحي الذي لم يعد موجوداً اليوم، ويقول:
«منطقة "عين الكرش" عبارة عن بساتين وفي أحدها كان يوجد نبع ماء مستقل، اكتسب
مياهه من نهري "يزيد" و"تورا"؛ وهما من روافد نهر "بردى"،
حيث إن نهر "يزيد" ينفصل عن "بردى" شمالاً ويعود هذا النهر إلى
العهد الروماني، أما نهر "تورا" فهو يأخذ حوالي نصف مياه نهر "بردى"
وهو يعود إلى العهد الآرامي، والنهران يتجهان نحو الشمال الشرقي مروراً بحي "الصالحية"
منهما
عدة قنوات، وكان النبع يجف عندما تقل مياه النهرين في شهري أيلول وتشرين الأول، وتعود
رقراقة باردة عند ذوبان الثلوج وعودة المياه للنهرين؛ أي ما يسمى بـ"الزودة"
في شهر نيسان».
ويضيف: «كانت مساحة النبع تتراوح بين مترين طولاً ومترين عرضاً، وتقع شرق
ساحة
"السبع بحرات" أي خلف معهد "الباسل" حالياً، وكان صاحب البستان
الموجود
فيه يدعى "أبو أحمد"، كان يأخذ قرشاً سورياً من أي عائلة تود الدخول
والجلوس
بجانبا لنبع، فأنا من الأشخاص الذين دخلوا إليه بقرش سوري لأنه
النبع الوحيد في المنطقة».
كما التقينا السيدة "منيرة العطار"
من أبناء الحي التي عادت بذاكرتها لتلك
مدرسة اللاييك مكان النبعة سابقاً
الأيام، وتقول: «كان هذا النبع مقصداً لمعظم
سكان "دمشق" للاستمتاع بالجلوس بجانبه لكثرة الأشجار المحيطة به كالجوز والمشمش،
ومنهم من يأتي سيراً على الأقدام لقرب منزله، ومنهم من يركب "الحنتور" لبعد
المسافة ولعدم توافر السيارات، وكانت المنطقة تشتهر بتربية الأغنام لوجود النبع هناك».
وتضيف: «كنا نقوم بتحضيرات لقضاء يوم جميل
قرب النبع، فكان والدي يقوم بجلب كل ما يلزم لتحضير الطبخات كـ"المجدرة"
و"الستي زبقي" وتجهيزها في الطناجر، وتجهيز أيضاً اللحمة والبصل والبندورة
لشوائها، وأخذ إبريق الشاي و"دولة" القهوة حيث لا غنى عنهما، والفواكه التي
لها نكهة خاصة بجانب النبع، مع المدات والبسط والمخدات للجلوس عليها، وعند وصولنا نقوم
بفردهم وتحضير الأحجار ووضع الحطب فوقهم وإشعال النار لشواء اللحم وغلي الشاي والقهوة،
كانت أوقاتاً جميلة، ومع التطور العمراني الذي شهدته المنطقة غارت مياهه وجفت ولم يبقَ
سوى اسم هذه النبع "عين الكرش"».
وتتحقق رؤية الراحل / فريد الأطرش !
*** ببساط الريح ***
سنزور اليوم حيّ من أحياء دمشق هو
*** عين الكرش ***
بواسطة بساط ريح الفنان الراحل / فريد الأطرش
ويا مشتاق لأرض الشام
تبات سكران بلا أقداح .. بلا أقداح
*** ببساط الريح ***
سنزور اليوم حيّ من أحياء دمشق هو
*** عين الكرش ***
بواسطة بساط ريح الفنان الراحل / فريد الأطرش
ويا مشتاق لأرض الشام
تبات سكران بلا أقداح .. بلا أقداح
**********
******
**
*