يقع "حي الشعلان" غربي جادة الصالحية،
وتعود التسمية- حسب كتب التاريخ- إلى آل الشعلان "أمراء الدوّلة العشيرة العنيزية"،
التي ذاع صيتها بقوة البأس والكرم، وتخلّد ذكرها في روايات حروب البادية وغزواتها،
اشترى الشيخ نوري الشعلان رئيس عشيرة الدوّلة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي
"دار ياسين باشا الهاشمي" رئيس الوزراء العراقي السابق الكائنة في هذا الحي
بدمشق، ومنذ ذلك الحين بنى مسجداً بجوار منزله، واتخذ المسجد والحي الشهير تسميتهما
من اسم المالك الذي فتح منزله مضافة بجوار المسجد.
الفنان التشكيلي "عاصم زكريا"حدثنا عن منطقة الشعلان كما صورتها ريشته ليقول: «عرف موضعها في العهد العثماني بمنطقة
(طاحون الوز)، ليعرف المكان بزقاق الوز، وكان إلى الشمال منها محلة الشهداء، وكانت
المنطقة منطقة خضراء خارج سور دمشق، تتناثر فيها بيوت ذات طابع دمشقي مع أسوار مبنية
من الطين والتبن».
وفي لقاء مع المهندس "خليل الفرا"
أحد أشهر معماريي دمشق بعيد الاستقلال، تبين بأن حي الشعلان نشأ بعد الاحتلال الفرنسي
لمدينة دمشق، إذ دعت الضرورة إلى سكن الفرنسيين في حي واحد، فقد سكنته الجالية الفرنسية والإيطالية والميسورون من المواطنين، وبين سنتي 1920-1930م قسمت المنطقة بشكل عرضي لتقوم عليها أبنية حديثة متراصة انعدمت بينها الوجائب بسبب ضابطة بناء معينة.
وبالحديث مع المهندس "عبد الفتاح أياسو"
مدير التنظيم والتخطيط والتنمية العمرانية في محافظة دمشق أضاف: «حدود منطقة الشعلان
تمتد من زاوية معهد الفرنسيسكان- دار السلام- وتنتهي مع بداية حي السبكي، الذي يبدأ
بحديقة السبكي الفسيحة، المتنفس الطبيعي للحيين، وتوازي جادة الحمراء وجادة عرنوس».
تميزت أبنية في حي الشعلان بطابعها الأوروبي،
وبواجهات من الحجر الكلسي الأبيض، وأسقف داخلية عالية، تزيد على أربعة أمتار، وأبواب
خارجية كبيرة، كانت خشبية في البداية، لتتحول إلى أبواب حديدية، وقد حلت الأبجورات
الخشبية الحديثة محل الخصوص الخشبية التي غطت نوافذ البيت الدمشقي التقليدي، وربما
استورد الفرنسيون آلات نجارة حديثة لصنع الأبجورات التي انتشر استعمالها في مجمل الأبنية
الحديثة فيما بعد، وعلى الرغم من انتشار الأبنية الإسمنتية إلا أن منطقة الشعلان لم
تخلُ من وجود بيوت دمشقية تقليدية نموذجية، إلا أن التوسع المعماري استطاع أن يقضي
عليها وعلى المساحة الخضراء الموجودة سابقاً، والتي كانت ترويها أقنية متفرعة من فرع
نهر تورا أحد فروع نهر بردى.
من أهم الأبنية القديمة التي مازالت قائمة
حتى اليوم معهد الفرنسيسكان، وكنيسة الآباء الفرنسيسكان، بناء الإسعاف الخيري، بناء
"وزارة الصحة"، ومضافة وجامع الشعلان الذي تم إنشاؤه بين عامي 1926-1927م،
ومسجد الشنواني يقع إلى الغرب من شارع الحمرا، شرقي مسجد الشعلان، شيده سعيد الشنواني
ودفن فيه عند وفاته عام 1933م.
أدى التوسع العمراني إلى توسع جادة الشعلان لتظهر كما
يقول المهندس الفرا: «جادات الحبوبي الأول، والحبوبي الثاني، والثالث، في منطقة كانت
تسمى بستان الحبوبي».
* منقول
حي الشعلان بالسبعينيات من القرن العشرين
جامع الشنواني
جدران دار السلام
الشعلان
سوق الخضرة - سوق التنابل
سوق الخضرة والفواكه
سوق الخضرة والفواكه
سوق الشعلان
سوق التنابل
خضرة وفواكه الشعلان
حي الشعلان - من اليوتيوب
لماذا سمي حي الشعلان بهذا الاسم ؟
سوق التنابل
الشعلان 13/2/2013
**********
******
****
**
*