منطقة القنوات


.


أخذت منطقة القنوات اسمها من أحد فروع نهر بردى الذي يتفرع من ناحية الشادروان , حيث يخترق هذا النهر الحي وتسيل مياهه ضمن قناة رومانية محمولة على قناطر حجرية لكي تتم من خلاله سقاية المدينة القديمة , ولا تزال هذه القناطر ظاهرة للعيان وخاصة عند مسجد العجلوني وجاءت أهمية المنطقة عبر التاريخ من كونها خزان مياه دمشق .فكثرت فيها السبل ,وسكنها الدمشقيون بعد أن ضاقت بهم حارات وأزقة دمشق القديمة داخل السور فبنوا فيها البيوت الواسعة التي مازال بعضها قائماً ومسجلاً أثرياً.
ومنطقة القنوات تتميز بكبر مساحتها وتعدد حاراتها , التي تأخذ طابعاً معمارياً جميلاً يعتمد الأقواس التزيينية والأرضيات المرصوفة بحجر اللبون الأزرق والأسود وكذلك حال أسواقها التي تتميز بشكل معماري تراثي يختلف عن الأسواق القديمة المسقوفة من حيث أنها مفتوحة ولكنها بنفس الوقت تشابه تلك الأسواق القريبة منها خاصة سوق الحمدية ومدحت باشا من حيث تنوع ما تعرضه محلاتها .
كما اشتهرت بأنها سوق الثريات الرئيسي بدمشق . حيث توجد فيها أهم محلات بيع الثريات المصنعة يدوياً أو تلك المستوردة من الخارج .
تعتبر القنوات في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين من أرقى مناطق دمشق خارج السور وتنقسم لمنطقتين جنوبية وتدعى قنوات جادة وشمالية قنوات شابكلية , وهي تمتد من شارع النصر والذي شق بجوارها قبل قرن من الزمن شمالاً وحتى منطقة باب سريجة جنوباً ولذلك فهي تجاور العديد من الأماكن الهامة كمحطة الحجاز وباب الجابية  وشارع خالد ابن الوليد الذي افتتح بجوارها قبل 75 عاماً . وهناك حارة الشريبيشات أيضاً التي تتبعها .
ميزة المنطقة أنها مازالت تضم العديد من المباني التاريخية التي تعود للعصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية . ومنها جامع العجلوني ,الذي بني قبل 300 عام ,وهناك جامع التعديل وجامع زاوية الهنود وجامع الشابكلية ,ومن أهم القصور والبيوت القديمة فيها هناك بيت الزعيم الوطني فخري البارودي , الذي كان في أواخر القرن التاسع عشر سكناً للوالي العثماني ومن ثم تحول لملتقى أدبي وسياسي وثقافي في النصف الأول من القرن العشرين عندما سكنه البارودي .
كما عرفت المنطقة بوجود أسر دمشقية قديمة وعريقة قدمت العلماء والكتاب ومنهم عائلات العجلوني وأبو الشامات الذين يوجد مسجد وسبيل مياه تاريخي باسمهم في القنوات وهناك عائلة الشوربجي التي لديها بيت قديم تاريخي واسع ومبنى على الطراز الشامي التقليدي , وهناك بيت اليافي وهو جميل جداً ,وهناك أيضاً ثلاثة منازل دمشقية كبيرة ترمم فيها حالياً .
واشتهرت القنوات بأنها أول منطقة دمشقية عرفت المطابع منذ بدايات القرن العشرين وكانت أول مطبعة للناشر وجيه بيضون وحملت اسم مطبعة ابن زيدون .
يعيد المؤرخون والباحثون المهتمون ومنهم الدكتورة سراب أتاسي والمهندس عبد الله حجار تاريخ تأسيس منطقة القنوات الى العهد المملوكي , ومن الأبنية الشاهدة على الفترة المملوكية المدرسة الشاذبكية والتي تحولت لجامع فيما بعد , والواقعة  في الطرف الغربي من القنوات , وبعد ذلك توسع هذا الحي في العهد العثماني بشكل كبير بعدما توجهت إليه كبرى العائلات الدمشقية والتركية  نظراً لقربه من المباني الحكومية الهامة في المدينة .







































موقع منطقة القنوات بالنسبة لمناطق دمشق المعتمدة 

**********
******
**
*


6 تعليقات على : “منطقة القنوات ”

  1. Unknown يقول :

    السلام عليكم

  2. Unknown يقول :

    كيف يمكنني التواصل مع كاتب هذا المقال.
    إذا كنت من فضلك أنا بحاجة إلى معروف.
    بريدي الإلكتروني: Ayman-faouzi@outlook.com

  3. Unknown يقول :

    شكرا جزيلا على هذه المقالة القيمة.

  4. شكراً لكل من مر ونثر عطره
    بريدي الاكتروني
    waelmas82@gmail.com

  5. Amer abdalhay يقول :

    جهد مشكور، سلمت الأيادي. وإلى مزيد من الجواهر الدمشقية.

  6. Amer abdalhay يقول :

    ياليت فضلا.. تكتب لنا عن حي القابون.. تسميته، سكانه أصولهم.. تاريخه، وأهم المصادر التاريخية التي تحدثت عنه..

اترك تعليقا