جادة عرنوس


.


إنها حكاية يمتزج فيها الحزن بالفرح، والعاطفة بالقوة، والرجولة بالشهامة، وتقول الحكاية أن ابنة أمير طرابلس (بشمال لبنان اليوم) الصليبي سقطت في فترة الحروب الصليبية أسيرة في أيدي رجال القائد العربي إسماعيل أبو السباع، وهو من أبناء منطقة الصالحية ومدفون فيها. وقد أحسن إسماعيل معاملتها وتزوّجها فعبّرت له عن وفائها، وعندما أعربت عن رغبتها في زيارة أهلها سمح لها بالسفر لمقابلتهم. غير أنهم ما إن التقوا بها حتى أخذوها معهم وعادوا بها إلى روما حيث أنجبت هناك طفلها من زوجها العربي إسماعيل وسمته (عرنوس). لكنها وهي في روما قصت لابنها عندما كبر حكايتها، وأخبرته عن هوية أبيه، وكيف عاشت معه حياة كريمة جميلة. ثم بعدما كبر عرنوس أعد للمشاركة في حملة صليبية جديدة على بلاد الشام، وجرت معركة انهزم فيها الجمع الصليبي الذي ضم الابن الشاب أمام قائد المعركة من العرب، الذي كان يومها قد غدا شيخا كبيرا، ولم يكن غير والده إسماعيل. وعندما وقع الشاب عرنوس في أسر إسماعيل تمكن الأخير من التعرّف عليه من أيقونة معلقة بصدره كان قد أهداها إسماعيل إلى زوجته، وعندها انهمرت دموع الأب وامتزجت مع دموع الابن الشاب الذي قرر من ساعتها الانضمام إلى أبيه وجيشه، وقاتل معه حتى توفي ودفن في دمشق، ومن ثم وتحوّل إلى وليّ تزور قبره الناس وأخذت المنطقة اسمها منه»
هذه الحكاية، الأشبه بالأسطورة، يؤكدها الكثير من المؤرخين ومنهم الدكتور قتيبة الشهابي الذي تحدث عنها ورصد تطور منطقة عرنوس عبر تاريخها وما ضمته من مبانٍ مهمة في القرن المنصرم. ويذكر الشهابي أن منطقة عرنوس بدأت تنمو منذ عام 1921، وتوسعت عمرانيا عام 1931 بالاتجاهين الشرقي والغربي، قبل أن يندلع فيها حريق كبير في أربعينات القرن المنصرم أتى على الكثير من البيوت، كما قضى على حياة الإطفائي يوسف قيسي الذي كان مصارعا مشهورا في ذلك الحين.
ومنذ تأسيس منطقة عرنوس اتخذت فيها قيادة الدرك الفرنسي أيام الانتداب الفرنسي مقرا لها في مبنى كبير بالجهة الشرقية من المنطقة. كذلك كان من مباني عرنوس الشهيرة مبنى زيوار باشا - وهو من أعيان دمشق - وكان المبنى دار سكن له شيده صاحبه عام 1903، إلا أنه توفي قبل أن يتمكن من أن يجهز ويصبح صالحا للسكن. وفي ما بعد حوّل المبنى إلى مدرسة طبية سميت «مدرسة الحياة». وفي أواخر عقد الخمسينات تحوّل إلى مدرسة ثانوية سميت «ثانوية جول جمال»، وما زالت التسمية موجودة رغم تحويل وزارة التربية المبنى حاليا بعد توسعته وتحديثه إلى مركز تعليمي وتدريبي للمدرسين السوريين.
ومن مباني عرنوس أيضا كانت هناك المدرسة الأميريكية للإناث، ولكن الكثير من معالم المنطقة - كما يذكر المؤرخ الشهابي - تغيّر إثر هدم المباني القديمة وتنظيم شارع الملك العادل والشوارع الأخرى المحيطة بعرنوس، وتشييد عمارات حديثة لا تلتزم بطراز معين من طرز العمارة.
_____________________

ومن الجدير ذكره أنه في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين قامت جمعية أصدقاء دمشق بعقد محاضرة  حول أساس تسميات بعض أحياء دمشق في نقابة المهندسين ومن ضمن هذه الأحياء كان لحي عرنوس نصيب في هذه المحاضرة وقد ذُكرت قصته كما جاء في كتاب  / دمشق تاريخ وصور للدكتور قتيبة الشهابي / إلا أنهم ذكروا أن زوجة إسماعيل عندما أنجبت طفلها سموه ( آرنو ) ومع الزمن تحول هذا الاسم من ( آرنو ) إلى عرنوس !
وأرى أن تسمية ابن إسماعيل في روما بـ / آرنو /  أقرب إلى الدقة – والله أعلم –  !




جدي عيد المصري 
تغمده الله برحمته 
من الأوائل الذين بنوا جادة عرنوس في عشرينيات القرن العشرين 
___________________________________










































ومن مكتبتي صورلعملية الهدم الذي تم لجزء من حي عرنوس بمنتصف الثمانينيات للقرن العشرين / بعدستي !
























































وبعد ثلاث سنوات !



وفي عام 2014 !


________________________
________________
_______
__

والفنان القدير ياسر العظمة 
يروي لنا وجع كثير من العائلات الدمشقية 
بهذا الفيديو 



ومن صفحة صالحاني والشام عنواني 
على الفيسبوك
هذا الفيديو لساحة عرنوس 2018 



وقصة جادة عرنوس بالفيديو 




ومن قناة الأستاذ الباحث عماد الأرمشي 
هذا الفيديو 





**********
******
**
*






اترك تعليقا