دمشق :
لن أكرر ما كتبه الآخرون عن دمشق ، ويكفيها
أنها من أقدم عواصم الدنيا ، خالدة كقاسيون ، شامخة كجبل الشيخ ، صامدة ككبرياء
الجبال ، حييَة كتواضع السهل ، معطاءة كأكرم كرماء العرب ، تنسى الإساءة ولا
تتناسى الإحسان ، تغنى فيها العراء في الغابر والحاضر ، ونعتها المؤرخون بجُلَّق
والفيحاء والشام وإرم ذات العماد ، ونسبوها إلى دمشاق بن كنعان ، ، ودَمْشَق بن
نمرود ، والعيازر غلام إبراهيم الخليل ، وجيرون بن سعد بن عاد بن إرم ، ودمشق غلام
الاسكندر الكبير ، كما أرجعوها إلى ما قبل إبراهيم الخليل .
لم تشتهر دمشق كمدينة وتاريخ فقط ، بل شاركها
في ذلك ( بردى ) و ( الغوطة ) .
نهر بردى :
عرف في السابق باسم نهر ( أبانا ) حين ذكره
نعمان السرياني في سفر الملوك الثاني ، وسماه الإغريق ( (نهر الذهب ) ، وجاء ذكره
في التوراة ، كما عرف ( بالنهر البارد ) ، وهو يتفرع قبل دخوله المدينة من جهة
الغرب إلى
1- يزيد : يمر من سفح قاسيون
وينسب إلى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية (سنة 62هجرية / 682 ميلادية )
لكنه ليس هو أول من حفره .
2- ثورى : ينسب فتحه أو تجديده لتاج الملك ( ثورة ) أحد ملوك
الروم ، وقيل نهر ثورى هو نهر النظر باليونانية .
3- بردى : النهر الأصل ويمر في أسفل ( خانق الربوة ) بين الشرفين
الأعلى والأدنى في دمشق حتى ينتهى عند بحيرة ( العتيبة ) إلى الشرق من المدينة .
4- بانياس : يعلو بردى من جهة الجنوب ويمر بجوار ( المتحف الوطني )
، ويروى أن منشئه هو الحكيم اليوناني ( بانياس ) .
5- قنوات : مجهول المنشأ ويرجعه البعض إلى بدء العهد العربي ، وهو
يعلو بانياس من جهة الجنوب .
6- المزة أو المزاوي : نسبة إلى قرية المزة .
7- الديراني : نسبة إلى قرية داريا .
الغوطة : تحيط دمشق كالسوار من جميع جهاتها ، وتمتد
من الشرق إلى الغرب دون انقطاع ، غنية بالأشجار والأثمار ، وارفة بالخضرة والأنهار
، كانت تفصل الصالحية عن المدينة القديمة حتى دمر معظمها امتداد العمران العشوائي
، فقضى على يانع البساتين فيها ، وقطع أشجارها الباسقة النضرة فقلت خضرتها واضمحلت
فاكهتها ، وأكمل عليها القدر جوره فشحت مياهها نتيجة انحباس المطر والثلج ،
فاندثرت بعض قراها ، وغادرها الكثير من سكانها طلبا للرزق في المدينة ، ومازال
التوسع العمراني يجول بمعوله الهدام مدمراً ما بقي منها في كافة الاتجاهات.
دمشق
مخطط لفروع بردى
بردى
الغوطة
**********
******
**
*